أقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية والجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب حفلاً تكريمياً لمشروع رواد الزراعة اليوم ضمن برنامج مشاريع الرواد على مدرج جامعة دمشق.
أعرب المكرمون الخمسة الأوائل لـ”تشرين” عن سعادتهم في التكريم الذي جاء تتويجاً لعملهم وجهدهم ودأبهم في مجال الإبداع، حيث تحدث حسين محمد موسى طالب سنة خامسة هندسة ريفية عن مشروعه الفائز “الزراعات التحميلية”، أي تحميل أكثر من محصول على محصول بطريقة مدروسة لتوفير التكاليف والخدمات العديدة على المزارعين، وبين طبيب الأسنان حكمت عبد الله تفاصيل مشروعه عن المصائد الحشرية بطريقة الخمائر والحموض، فالمصائد مصنوعة للسيطرة على الكثافة الحشرية في الحدائق والمزارع وأماكن التجمع للحشرات الضارة بتكلفة زهيدة.
وأشار شمعون يوسف هندسة زراعية شعبة عامة- للأساليب والطرق الحديثة في مكافحة النيماتودا لتعفن الجذور في حديثه عن مشروعه الفائز.
وقالت والدته: تعب ابني كثيراً ويستحق التكريم ونشعر بالسعادة لتكريمه ونأمل مساعدته من الجهات المعنية للمزيد من النجاحات.
بينما تطرق يوسف محمد حمدان من كلية الهندسة التقنية – الأتمتة الصناعية- عن إنجاز روبوت للرش الزراعي من خلال مركبة روبوتية متحركة يتم التحكم بها لاسلكياً للحفاظ على صحة المزارع وتوفير مواد الرش.
وفي البحث عن البدائل تحدثت كل من ريم نضال نعمان ورولا كامل رمان عن استثمار مخلفات الفطر في تصنيع طوب بناء بيئي.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. بسام إبراهيم لـ”تشرين”: نفتخر ونعتز بشبابنا المتميز المتفوق بأفكارهم من حيث الإبداعات والابتكارات، التي عرضت اليوم في قطاع الزراعة للشباب من خلال مشاريع تخرج، أو من خلال أفكار للدراسات العليا في مرحلة الماجستير والدكتوراه، وهذا يعكس هدف الجامعة الأساسي في كيفية ربط الجامعة بالمجتمع، وفي تقديم الخبرات والدراسات والاستشارات، وكما لاحظنا تم تقديم أكثر من 400 فكرة، وكلها من أبنائنا الطلبة في كل الجامعات السورية، وتم اختيارها من خلال لجان خبرة ولجان علمية وفنية واختصاصية، ولأهم الأفكار التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
وتنعكس بشكل إيجابي على القطاع الزراعي، وتم تكريم مجموعة من هؤلاء الطلاب المتميزين، والعمل مستمر بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية لمشاريع قادمة، في مجال الطاقات المتجددة، والوزارة دائماً ترعى وتدعم هؤلاء المتميزين، وخاصة من خلال الدعم المادي من صندوق البحث العلمي، أو من الموارد الذاتية للجامعة التي تقدم كل التجهيزات اللازمة لإنجاز هذه الأبحاث، وتركز على الأبحاث التي لها علاقة بوزارات ومؤسسات الدولة، وخاصة التي لها انعكاس على سوق العمل وقطاع الصناعة وغير ذلك.
وتمنى وزير التعليم العالي والبحث العلمي التوفيق والنجاح للطلبة المتميزين المبدعين المتفوقين مؤكداً الوقوف إلى جانبهم في كل الأوقات.
وقال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم لـ”تشرين”: أقول للطلبة أنتم نور عيوننا، ونفتخر بشبابنا لأنهم معجزة، وستكون الوزارة إلى جانبهم، وتعمل على مساعدتهم، لتوفير المساندة لهم، وكما قلت في كلمتي في حفل التكريم سأكون معقباً للمعاملات الخاصة بهم، لأن هؤلاء الشباب تحملوا الكثير من المعاناة، ومع ذلك بقوا أقوياء لم تكسرهم المعاناة فقدموا مشاريع لن يستطيع أحد أن يتغلب عليهم في الدنيا، ” بيستاهلوا منا الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم”، فشبابٌ أبدع كل هذا الإبداع وكانت لديه هذه الإرادة، من واجبنا أن نكون في خدمته، وهو ما سنعمل عليه في الأيام القادمة.
وقالت رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان لـ”تشرين”: المبادرات لا تأتي من قيادة الاتحاد اليوم بل تأتي بشكل مقلوب من الطلبة إلى قيادة الاتحاد، وبمعنى آخر كل المبادرات التي بادر فيها المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية تكون بعد استطلاع واستبيان وحوارات مع الطلاب، وتالياً هم صناع القرار للتنفيذ، ومثل هذه المبادرات، حين تكون أقرب لهم وتلامس همومهم وتطلعاتهم، وتمس بالواقعية لابد لها من النجاح، والسعي لتأمين المساعدة لها، من خلال ربطها مع مؤسسات التمويل للمشاريع الصغيرة التي وجد المعنيون مع صدور القانون 8 للتمويل الصغير فيها ضالتهم لحل المشكلة، التي كان يعاني منها أصحاب المشاريع متناهية الصغر في عدم توفر الدعم الخاص بتمويل تلك المشاريع، ولذلك ستتم دراسة 44 فكرة ريادية لمشاريع أخرى لم تكرم خلال الحفل الذي أقمناه اليوم.
وقال عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية رئيس مكتب الجامعات الخاصة فايز اسطفان: ركزنا خلال طرح مشروع رواد الزراعة الذي يأتي ضمن سلسلة المشاريع التي ينوي الاتحاد الوطني لطلبة سورية العمل بها على الابتكار والريادة، والمعرفة الفنية والجدية في الطرح، والواقعية وإمكانية تطبيق هذه الأفكار في سورية، فلا نريد أفكاراً لا يمكن تطبيقها، والهدف أيضاً خلق فرص عمل تؤمن تحسين دخل صاحب المشروع، وأهم شيء الاستغناء عن المستوردات، وتالياً تفعيل الشراكات مع المجتمع الأهلي، وتحقيق شعار ربط الجامعة بالمجتمع، ونحاول نشر الفكر الريادي بين الطلبة فقدمت لنا 487 فكرة ووجدنا منها 181 فكرة جديرة بالاهتمام، ووفق معايير دكاترة من الجامعات، ومؤسسات التمويل، وخبراء اقتصاديين وزراعيين من وزارة الزراعة وكليات الزراعة ، وتراوحت الأعمار ما بين 16- 58 سنة، ومن كافة شرائح المجتمع، وكانت شريحة الطلبة 83% والرياديين 8% والأعمال الحرة 4% والموظفين 5% وتم توزيع خمسة جوائز بواقع مليون ليرة كل فائز.
نائب عميد كلية الهندسة الزراعية للشؤون العلمية د. عفراء سلوم أكدت على المعايير السابقة، منوهة بدور تلك المشاريع في جذب الناس للريف، وتطبيق ذلك في عدة أرياف، وتأمين فرص العمل لليد العاملة الزراعية في الريف، فكانت مشاريع ناجحة للغاية ومبتكرة.
أما الدكتور محمد العبد رئيس قسم الإرشاد في كلية الزراعة بجامعة دمشق فرأى في المشاريع ابتكاراً على المستوى المحلي في الإبداع والريادة، والأهم من ذلك الاستدامة في عملها وتكاليفها القليلة، واستخدامها للمواد الأولية المتاحة في الطبيعة، وتأمينها لفرص العمل وتشغيلها لليد العاملة.
حضر الاحتفالية كل من وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم ووزير التعليم العالي د.بسام إبراهم وزير الإعلام د. بطرس الحلاق ومعاون وزير الزراعة، ورئيس جامعة دمشق د. يسار عابدين، وأمين فرع جامعة دمشق للحزب د.خالد الحلبوني، ورئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان، إضافة لعدد من الفعاليات المجتمعية وأهالي الطلبة المكرمين وعدد من المشاركين في مشاريع رواد الزراعة.
تشرين | أيمن فلحوط
تصوير: عبد الرحمن صقر