صيف حار على الطلبة مع تقصد الجامعات الخاصة رفع الرسوم السنوية لها وإن اختلفت بين جامعة وأخرى، لكنهم اتفقوا جميعاً على الزيادة تحت عناوين وحجج متعددة، لا يمكن لأحد أن يجد المسوغات لذلك، وتفاوتت الرسوم بين جامعة وأخرى، وحسب نوع الكليات، لتتراوح بين 20 % و56% متذرعة بوجودها في مقرات مؤقتة، وكأنها تقدم خدمات مغايرة، أجمع الطلبة على تدنيها أكثر مما كانت عليه في الأماكن الدائمة، وقد كان لسان حالهم يقول: نريد خدمات توازي مقابل ارتفاع هذه الرسوم التي ستشمل الطلبة الجدد من دون أي مفعول رجعي.
في مقارنة سريعة لـ«تشرين» خلال جولتها على معرض التعليم الدولي لثلاث جامعات من بين الجامعات الخاصة يلحظ المرء البون الشاسع بين أسعار ساعات العام المنصرم والعام الحالي، ففي جامعة السورية الخاصة ارتفعت الساعة بالنسبة لكلية الطب لتصل إلى 56 ألف ليرة، مقابل 42 ألف ليرة في السنة الماضية، أي بزيادة مقدارها 33% ولطب الأسنان إذ أضحت 42 ألفاً بينما كانت 35 ألف ليرة، أي بزيادة 20%، وفي الصيدلة 36 ألفاً وكانت 24 ألف ليرة أي بزيادة مقدارها 50% وفي الدولية للعلوم والتكنولوجيا ارتفعت ساعة طب الأسنان لتصل إلى 45 ألف ليرة بزيادة مقدارها عشرة آلاف على العام الماضي وبنسبة 30% وفي الصيدلة وصلت لـ39 ألف ليرة بزيادة عن العام السابق مقدراها 14 ألف ليرة وبنسبة تصل لـ56% وكذلك الحال بالنسبة ذاتها للمعمارية التي ارتفعت من 16 ألف ليرة في العام الماضي إلى 25 ألف ليرة هذا العام، وفي جامعة القلمون ارتفعت ساعة الطب البشري من 34 ألف ليرة إلى 50 ألف ليرة في العام الحالي بزيادة مقدارها 16 ألف ليرة، وهو ما يشكل زيادة مقدارها 47% وفي طب الأسنان من 30 إلى 40 ألف ليرة وبنسبة زيادة تتجاوز 33% وفي الصيدلة من 26 ألفاً في العام الماضي إلى 40 ألف ليرة وبزيادة مقدارها 14 ألف ليرة، وبنسبة تتجاوز 53% وفي العمارة من 22 ألف ليرة إلى 30 ألفاً، وبزيادة مقدارها 8 آلاف ليرة وبنسبة 36%.
ولا تقف المسألة عند حدود رسم الساعة فقط، بل يتعداها إلى رفع رسوم التسجيل والخدمات وتسميات أخرى بقصد جني الأموال فقط.
وفي حصيلة الاستبيان الذي أجرته صفحة أخبار الجامعات الخاصة عبر شبكة التواصل الاجتماعي وشارك به 500 عينة من الطلبة والعاملين والأساتذة بإشراف المهندس فايز اسطفان رئيس فرع الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا للاتحاد الوطني لطلبة سورية، ما يؤكد حقيقة ما ذهب إليه الطلبة، حيث وجد 99% من المشاركين في الاستبيان أن ارتفاع الرسوم السنوية في الجامعات الخاصة لا يدل بالضرورة على أنها تقدم خدمات أفضل من غيرها، بينما أعتقد البقية أنها تقدم خدمات تتوافق مع زيادة رسومها وفقاً لأسطفان الذي أوضح ذلك في تصريح خاص لـ«تشرين» بقوله: بيّن الاستبيان أن ارتفاع الرسوم في بعض الجامعات الخاصة ليس بالضرورة أن تكون هي الأفضل من الجامعة ذات الرسوم الأقل.
وأضاف: عمدت معظم إدارات الجامعات الخاصة على فرض رسوم سنوية مرتفعة نسبياً بالمقارنة مع الخدمات التي تقدمها، معتقدة أن الاسم والسمعة الجيدين الذين طبعا في أذهان الطلبة خلال السنوات الأولى لافتتاحها، سيشكلان جواز سفر لاستمرارها في اصطياد الطلبة بعملية الإغراءات بغية استقطابهم للتسجيل لديها، ظناً منها أن الماضي في الخدمات التي كانت تقدمها يشفع لها هذا الأمر، لكن سرعان ما بدأ التراجع يظهر لديها على كافة الصعد، يضاف لذلك التراخي الحاصل في رقابة وزارة التعليم العالي على هذه الجامعات.
وعن اختيارهم لجامعة ما دون سواها، بيّن المهندس فايز أن 88% من المشاركين ينظرون لاسم الجامعة أولاً وهذا أمر طبيعي ، لكن بعض إدارات هذه الجامعات تقوم باستغلالهم بطريقة خاطئة.
تشرين | أيمن فلحوط