انطلقت صباح اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق أعمال المؤتمر الرابع للباحثين السوريين في الوطن والمغترب لعام 2022 الذي تنظمه الهيئة العليا للبحث العلمي بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين والجامعة الافتراضية السورية والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان (نحو اقتصاد المعرفة.. دور الباحثين السوريين في الوطن والمغترب).
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام باحثون سوريون من داخل الوطن ومغتربون سوريون في مصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية وإيران والهند وروسيا الاتحادية والصين وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسبانيا وسويسرا والسويد وفرنسا وذلك بهدف إيجاد شراكات بحثية وتطبيقية فاعلة وتوطين التكنولوجيا المتقدمة وسياسات الملكية الفكرية في سورية.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم أكد في كلمته خلال افتتاح المؤتمر دعم الأبحاث التنموية التي تمتلك قيمة تطبيقية عالية والتشبيك مع الوزارات المختلفة بما يخدم تطوير الخدمات والمنتجات ويعزز الاقتصاد الوطني مشيراً إلى أن إقامة هذا المؤتمر العلمي دليل على صمود سورية في وجه التحديات العديدة من حصار اقتصادي ظالم وحصار تكنولوجي.
وأعرب إبراهيم عن أمله بأن يسهم البحث العلمي بكسر الحصار الجائر وتطوير العمل بما يحقق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات والقطاعات الإنتاجية والخدمية وتطوير مؤسساتنا الأكاديمية والبحثية بما يخدم التنمية الاقتصادية وسوق العمل.
الدكتور مجد الجمالي مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي لفت إلى أن المؤتمر يأتي لتوحيد الجهود الوطنية في سبيل خدمة البحث العلمي وتحقيقاً للتكامل بين الباحثين السوريين المحليين والمغتربين سفراء سورية بالعلم في تحقيق الأولويات البحثية المعتمدة حيث يجمع المؤتمر الباحثين والخبراء السوريين من مختلف الاختصاصات العلمية التي تحتاجها البلاد في مرحلة إعادة الإعمار.
وأشار الجمالي إلى أن عدد الباحثين المشاركين في المؤتمر وصل إلى 60 باحثاً نصفهم من الخارج والبقية تم اختيارهم بعناية من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر مبيناً أن التحول نحو اقتصاد المعرفة الذي يعتمد على الرأسمال الفكري بات أمراً حتمياً لذا عملت الهيئة على خلق وتأسيس أدوات مناسبة للتحول التدريجي إلى هذا الاقتصاد.
الدكتور زياد زهر الدين مدير إدارة القنصلية في وزارة الخارجية والمغتربين ممثل وزير الخارجية والمغتربين في المؤتمر لفت إلى ضرورة تمكين الطاقات العلمية الاغترابية والمحلية من أجل رفع مستوى التكنولوجيا وتوطينها في سورية مبيناً أن وزارة الخارجية والمغتربين تعمل لتحقيق غايتها الأسمى وهي دعم وتشجيع السوريين في المغترب للعودة إلى الوطن ومساعدتهم بالطرق القانونية كافة.
أمين المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور إبراهيم شعيب نوه بالشراكة المثمرة مع الهيئة والجهات القائمة على المؤتمر من أجل إيصال الرسالة المرجوة إلى السفارات والباحثين السوريين المغتربين مبيناً أن المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا التي تأسست في دمشق عام 1978 بمبادرة من مركز الدراسات والبحوث العلمية تهدف إلى دعم جهود التعاون العلمي والتقاني في الوطن العربي وخاصة في المجالات التطبيقية وتوجيه الاهتمام نحو التخصصات التي يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال عقد مؤتمرات وندوات ولقاءات علمية يحاضر فيها بعض كبار الخبراء والاختصاصيين من سورية ومن دول العالم.
وتركزت الجلسة الأولى على محور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأنظمة الذكية حيث قدم الدكتور وسيم صافي من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا عرضاً حول دور تقنيات الذكاء الصنعي الحديثة في تحسين الحياة الرقمية للأشخاص ذوي الإعاقة بينما قدم عبر الإنترنت الدكتور محمد الرحال من السعودية محاضرة طبية حول نظام يستخدم على الجوال لاكتشاف الانقباضات البطينية غير الناضجة بشكل مباشر على تخطيط القلب الكهربائي.
ومن فرنسا قدم عبر الإنترنت الدكتور أحمد قرفول محاضرة بعنوان “تصنيف التذبذبات الكهربائية الدماغية عالية التردد في حالة مرض الصرع باستخدام الذكاء الصنعي” بينما قدم المهندس حبيب محمد من إيران عرضاً عبر الإنترنت حول “التحكم الذكي في اليد الاصطناعية بناء على إشارات كهربائية لعضلة الساعد” أما المهندس ليث غانم فقدم من إيران أيضاً عرضاً حول جهاز يستخدم لعد وتشخيص الحبوب ومعدل الكسر والشوائب باستخدام رؤية الآلة والأمواج الاهتزازية ثنائية الأبعاد.
وفي الجلسة الثانية تركزت المحاضرات والأوراق العلمية على محور تكنولوجيا الطاقات البديلة حيث قدم الباحث إبراهيم بسما من ألمانيا عرضاً حول تصنيع وتوصيف نوع جديد من الهيدروجين يحاكي الخلايا الشمسية القائمة على محسس ضوئي بينما قدم الدكتور هيثم شاهين مدير البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة تشرين محاضرة حول طاقتي الكتلة الحيوية والنفايات.
ومن الهند تضمنت محاضرة المهندس محمد أمين النونو دراسة عددية لتأثير ارتفاع المبنى وشكله على كمية طاقة الرياح المتوافرة على السطح.
وتتواصل أعمال المؤتمر يوم غد وبعد غد عبر عدة جلسات يناقش المشاركون فيها محاور حول التكنولوجيا الحيوية والنانوية والبيئية وتحدياتها وكذلك المعرفة ودورها في تعزيز الاقتصاد الوطني إضافة إلى عروض الشركات والقطاع الخاص.
حضر افتتاح المؤتمر الدكتور عماد مصطفى مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين والدكتور غسان عنجريني مدير قسم المغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين والدكتور خليل عجمي رئيس الجامعة الافتراضية السورية وعدد من رؤساء ومديري الهيئات والمراكز العلمية البحثية ورؤساء وممثلي المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والباحثين المعنيين.
يذكر أن الهيئة العليا للبحث العلمي نظمت المؤتمر الأول للباحثين السوريين في الوطن والمغترب عام 2019 انطلاقاً من المسؤولية الوطنية المرجوة والمشهود لها للباحثين السوريين المغتربين في المساهمة بالتنمية والتطوير وإعادة الإعمار عبر مشاركة خبراتهم البحثية المتميزة وتأسيس شراكات بحثية وتطبيقية فاعلة بين الباحثين في الوطن والمغترب.
سانا | هيلانه الهندي ومنار ديب