أطلقت وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشبكة الآغا خان للتنمية اليوم ورشة عمل بعنوان “تحويل التعليم.. ضرورة ملحة لمستقبلنا المشترك” بمشاركة عمداء كلية التربية والآداب والعلوم والموجهين الاختصاصيين المعنيين ومدراء التربية في المحافظات وذلك في فندق الشام بدمشق.
وأوضح وزير التربية الدكتور دارم طباع أن التحويل في التعليم يعتمد على مبدأين أساسيين هما ضمان الحق في التعليم الجيد مدى الحياة وتعزيز التعليم، باعتباره عملاً عاماً ومنفعة مشتركة، مشيراً إلى وجوب التفكير بمنهجية علمية إبداعية تخدم المجتمع.
بدوره لفت وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم إلى أهمية التشاركية مع وزارة التربية لتطبيق التحويل في التعليم وتحقيق التحول الرقمي والتنمية المستدامة، وأهمية الورشة للخروج بمقترحات ومؤشرات تلبي متطلبات سوق العمل.
وأشار ممثل شبكة الآغا خان في سورية غطفان عجوب إلى أنه إضافة إلى عمل الشبكة الحالي في التنمية المجتمعية والاقتصادية والثقافية تعمل على دعم العملية التعليمية في سورية.
وقدم الطالب أحمد صادق البساتنة من مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية في اللاذقية مقترحاً لإنشاء مخبر تصنيعي متعدد الأغراض، يخدم العملية التعليمية ويسهم في الارتقاء بالواقع التعليمي والبحثي لتقديم منتج مناسب لسوق العمل واحتياجاته، مستعرضاً فكرة المشروع وأهدافه.
مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية الدكتورة ناديا الغزولي قدمت عرضاً تضمن تحديد معايير تحويل التعليم ومبادئ إعادة التفكير في هدف التعليم والمجالات التي يدعمها التحويل في التعليم وعناصر التعليم في القرن الحادي والعشرين وتعزيز التعليم كمسعى عام ومصلحة مشتركة للجميع.
من جانبه لفت مدير مركز القياس والتقويم التربوي الدكتور رمضان درويش في عرضه الذي حمل عنوان (التحويل في التعليم لتلبية أغراضنا) إلى أن الوزارة تعمل على استصدار رخصة مهنة معلم وتفعيل عملية التدريب وتأمين بيئة آمنة للمتعلم وأدوات ووسائل لكي يستطيع أن يربط بين المعرفة النظرية والعملية بصورة عامة.
وتركزت مداخلات الحضور حول ضرورة السعي إلى تعليم يواكب الثورة التقانية وسن تشريعات وأنظمة داعمة لتوفير الفرص المساعدة على تحقيق مبدأ التعلم مدى الحياة وجعله حقاً لكل مواطن وتأمين التمويل اللازم لتجهيز البنية التحتية المساعدة على ذلك وتأمين طرائق تدريس تواكب التطور الرقمي والمجتمعي وإعادة هيكلة البنية التحتية للمدارس والجامعات وكل ما يتعلق بالكيان التعليمي، وإحداث كيانات جديدة تتناسب والتطور التقاني العالمي من مدارس وجامعات وجمعيات إلكترونية وتعزيز إمكانيات الكفايات التدريسية واستخدام الآليات التقانية الحديثة في التعليم.
كما لفتت المداخلات إلى أهمية تطبيق تعدد المسارات العلمية للتعليم الثانوي وألا يقتصر على فروع العلمي والأدبي والمهني، وإنما يشمل خمسة مسارات هي العلوم الطبية والهندسية والآداب والعلوم الإنسانية ومسار الفنون والمسار التطبيقي الداعم الأساسي للمجتمع وبالتالي توجيه الطلاب إلى المسارات التي تتناسب مع ميولهم، إضافة إلى ضرورة إنشاء مراكز التدريب والتأهيل المختصة، وتوظيف واستثمار تقنيات التعليم والوسائل التقنية بشكل فعال وربطها بحاجات التنمية في المجتمع وتوفير الدعم المادي لذلك.
ويناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام محاور عدة حول إعادة التفكير في هدف ومحتوى التعليم في القرن الحادي والعشرين وضرورة تحويل أنظمة التعليم لتلبية الأغراض العليا وتسخير الثورة الرقمية لصالح التعليم العام والاستثمار بشكل أكثر إنصافاً وكفاءة في التعليم وصولاً إلى وضع خطة عمل مستقبلية حول ذلك، بما ينعكس إيجاباً على المجتمع وتنمية مهارات التعاون وحل المشكلات وتجاوز الأزمات للخروج بحلول مناسبة.
سانا